الربيع فصل الأزهار والنسيم العليل، هو أيضًا فصل المتاعب للمصابين بالحساسية الموسمية أو "​حساسية الربيع​". في هذا الفصل، تزداد "نزهات" المصابين بالحساسية الى الصيدليات وعيادات الأطباء لإيجاد العلاج الشافي. هذه هي حال يورغو الذي كان يظنها مرحلة وتعبر الى أن إستشار طبيبه الذي أجرى له الفحوصات اللازمة للحساسية ووصف له الأدوية المناسبة. يشرح يورغو أنه "يعيش حياة طبيعية إذا تناول الدواء بانتظام ولكن حياته تتحول الى جحيم إذا ما أوقف العلاج ونسي تناول الدواء". هذه هي حال علاء الذي نسي في إحدى المرّات أن يتناول دواء الحساسية قبل خروجه من المنزل الى الأحراج ولم يتوقف الأخير عن "التعطيس"...

عوارض الحساسية

وفي هذا السياق تشرح الأخصائية في الحساسية ​كارلا عيراني​ أن "هناك أنواعًا من حساسية الربيع بداية "بالتعطيس" وتسكير الأنف وصولا الى التهابات الجيوب والربو"، لافتة الى أن "هذا النوع من الحساسية هو ردة فعل يقوم بها نظام المناعة في جسم الإنسان تجاه مادة طبيعية في البيئة تظهر خلال فترة محددة في السنة"، مضيفةً: "المعروف أن النبات يتكاثر في فصل الربيع عن طريق نشر لقاحه الذي ينتقل من نبتة إلى أخرى إما من خلال الحشرات والطيور أو بواسطة الهواء. وإذ ينتشر هذا اللقاح في الهواء، فإنه يحمله معه من مكان إلى آخر ليصبح من السهل تنشّقه من قبل الإنسان".

العلاج يبدأ بالوقاية

يبدأ علاج حساسية الربيع بالوقاية عبر تهوية الغرف في الصباح وعدم فرك العينين عند الشعور بحكة وعدم ترك الغسيل يجف في الخارج خلال الربيع لأن رطوبته تحوّله إلى لاقط أساسي للقاح النباتات وتجنب النزهات في الطبيعة في الشمس القوية وغسل الشعر يوميا والامتناع بحسب ما تؤكد عيراني لـ"النشرة"، لافتةً الى أن "المرحلة الثانية تكون بالدواء، فالمريض الذي يعاني من حساسية الربيع يستعمل البخاخات قبل بداية فصل الربيع بأسبوع ومن ثم يصف الطبيب الدواء المناسب حسب حالة المريض"، مشيرة الى أن "العلاج يمتد من شهر الى ثلاثة أشهر"، وتضيف: "إذا كانت الحالة مزمنة فهناك لقاح مناعي يشفي المريض على المدى الطويل".

نصائح عامة

تنصح عيراني المصابين بالحساسية بالإبتعاد عن "حبوب أو إبر الكورتيزون لأنها مضرّة ولا تعالج"، مشدّدة على "ضرورة إستشارة الطبيب فور الشعور بعوارض الحساسية وعدم ترك الأمر يتفاقم".

عندما تبدأ معظم الورود بالتفتح، يبدأ معها ظهور أعراض الحساسية التي ترافق انتشار الغبار. ويبقى تجنب اعراض الحساسية نهائيا أمرا صعب التحقيق، لكن توجد بعض الاجراءات التي إن تم التقيد بها، أمكن التخفيف من حدتها قدر الإمكان.